الإمارات تدعم التحول الرقمي ببرنامجها الوطني للمبرمجين
خلال الأيام القليلة الماضية، أثناء انشغال العالم ببطولة اليورو الأوروبية ونهائي Copa America، تمكنت دولة الإمارات العربية المتحدة من إطلاق "البرنامج الوطني للمبرمجين" بقرارٍ رسمي من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس الدولة وحاكم دبي. البرنامج المتوقع جني ثماره بمجرد أخذ خطوات فعلية في تنفيذه.
يهدف "البرنامج الوطني للمبرمجين" إلى إطلاق مجموعة من المبادرات المتتالية لدعم وتمكين التحول الرقمي وتنمية المواهب والمهارات الرقمية الوطنية بناءً على استقطاب أفضل الكوادر والمدربين وخبراء البرمجيات والأنشطة الرقمية من جميع أنحاء العالم لدولة الإمارات ولتحقيق ذلك التطور والبناء خصصت الدولة في برنامجها الوطني المطور للمبرمجين 100 ألف إقامة ذهبية كتحفيز رسمي من الحكومة على جذب خبراء البرمجيات من جميع أنحاء العالم.
الغرض الرئيسي من "البرنامج الوطني للمبرمجين" مبني على توفير البنية التحتية اللازمة لإنشاء وتطوير وتوسيع عدد الشركات البرمجية الابتكارية وتنمية المواهب والمهارات الرقمية وتدعيم الشركات البرمجية الكبيرة والناشئة والمقدر عددهم بـ 1000 شركة وقد أفاد سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه الرسمي على تويتر بأن "البرنامج الوطني للمبرمجين هو خطوة جديدة لبناء اقتصادنا الرقمي ضمن خططنا الوطنية الجديدة" معللاً قراره بإطلاق البرنامج بأن:
- العالم يتغير.
- سرعة التغيير الرقمي تتضاعف.
- شكل الاقتصاد سيختلف.
- طبيعة المهن ستستبدل.
- والبقاء سيكون للأكثر استعدادا وسرعة ومواكبة للمتغيرات الجديدة في عالمنا.
لم يكن تأسيس البرنامج الوطني للمبرمجين مبنيا على لا شيء، وإنما تم تأسيس البرنامج بناءً على دراسات دقيقة وميزانية استثمارية ضخمة قابلة للزيادة في حين تحقيق الأهداف الأولية للبرنامج الوطني للمبرمجين بنجاح، ولأن البرنامج الوطني للمبرمجين يتميز بالأهمية الكبرى للمجتمع الإماراتي ولمستقبل الأفراد في الإماراتـ تم تأسيسه وبناؤه على 5 محاور أساسية وهي:
- دعم جميع الأطراف المعنية العاملة بالنشاط الرقمي والتقني من المبرمجين المستقلين ورواد الأعمال والشركات الناشئة والمؤسسات الكبرى والجامعات.
- إنشاء منصة رقمية شاملة تجمع المبرمجين مع الشركات التقنية الناشئة والكبيرة والجامعات المحلية.
- إطلاق مبادرات متتابعة على مستوى العالم بإشراف نخبة ضخمة من المدربين العالميين لتطوير كفاءة المواهب والهمم الرقمية المحلية.
- استقطاب أفضل الكوادر والمهارات الرقمية والبرمجية العالمية إلى دولة الامارات والذي يقدر عددها في البرنامج بـ 100 ألف مبرمج.
- اقتراح سياسات ممكنة وداعمة لقطاع المبرمجين بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة.
ضرورة التوسع في التمكين الرقمي في كل المجالات
لم يعد التوجه الرقمي على مستوى الفرد أو المجتمع أمرًا اختياريا بل أصبح الأمر بالغ الضرورة لكل من أراد التواجد والمواكبة والظهور في العالم الجديد، فالجدير بالذكر أنه لا مكان في المستقبل لمن لا يحافظ على تطوره وتطور نشاطه من خلال تكنولوجيا المعلومات، إن التمكين والتوسع الرقمي لا يتوقف على الترفيه والألعاب الرقمية والبحث والتصفح واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، الأمر أكبر من ذلك بكثير.
إذا أمعنا النظر نجد أن العالم يتوجه الى اعتماد العملات الرقمية ويعطيها أهمية كبيرة جدا، ففي المستقبل القريب لن يكون هناك وجود للعملات الورقية أو المعدنية، وبالنظر أيضا الى بعض الوظائف والمهن التي نراها أساسية في وقتنا الحالي، فتلك الوظائف لن يكون لها وجود حقيقي في المستقبل، الأمر الذي يدعوا الى القلق بالنسبة للبعض ممن يرفضون التطور ويحفز البعض الآخر على التطور ودخول العالم الرقمي واخذ خطوات جادة خلاله.
انظر من خلال نافذة تطل على الماضي القريب للوظائف المحاسبية، تلك الوظائف التي كانت تستحوذ على نصيب الأسد من الوظائف في الشركات الكبيرة والمتوسطة، قد انحصرت الوظائف المحاسبية في أيامنا تلك على بعض الوظائف القليلة وذلك بالطبع بفضل التكنولوجيا والتمكين الرقمي المتمثل في الأنظمة المحاسبية الالكترونية وأنظمة الحسابات، ان الأمر الذي دفع رواد الأعمال الى التوجه الرقمي في الوظائف المحاسبية هو تقليل التكلفة الى حد كبير، حيث أن تكلفة البرامج والأنظمة المحاسبية لا تقارن أبدًا بتكلفة موظفي الحسابات الذين يتطلبون رواتب بصورة مستمرة.
من خلال الاعتماد على أداة رقمية تعمل بالذكاء الاصطناعي، مبنية على مجموعة ضخمة من الاحتمالات الرقمية تسمى WILL ROBOTS TAKE MY JOB? نرى أن هناك الكثير من المهن والوظائف التي ستنتهي نسبة تأكيد كبيرة جدا في المستقبل القريب ومن أكثر الوظائف المعرضة للاختفاء وظائف المحاسبين والمراجعين حيث أن أنظمة الحسابات السريعة التي لا تكل ولا تمل ولا تخطأ في الحساب مؤكد أنها أفضل بكثير من الموظفين.
الجدير بالذكر انه كما ستختفي بعض المهن والوظائف وستقل أهمية وظائف أخرى ستظهر أيضًا وظائف جديدة على الساحة وستزداد أهمية وظائف موجودة حاليًا ولم يكن لها وجود من فترة ليست بكبيرة مثل وظيفة المبرمجين، والجميل في الأمر أن الوظائف الجديدة التي ظهرت بالفعل والتي ستظهر في المستقبل هي وظائف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتكنولوجيا والأنظمة الذكية، وهذا يوثق ويدعم رؤيتنا للمستقبل.
مما سبق يتضح لنا أنه لا مفر من مواكبة التطورات التكنولوجية إذا اردت ان يكون لك تواجد في المستقبل، العالمية الحرة ستقودك الى النجاح في نشاطك التجاري وستمكنك أيضا من تحقيق أفكارك.
قد ترى الأمر صعبا عند رغبتك في دخول العالم الرقمي ولكن باتخاذ أول خطو ستجد أن الأمر غاية في السهولة، خصوصا عند اختيار شريك تقني تستطيع الاعتماد عليه والاطمئنان لحتمية نجاح مشروعك، ومن ناحية الشريك التقني فلن تجد خيرَا من مؤسسة العالمية الحرة لدعم أفكارك وتقوية نشاطك التجاري بأفضل الحلول الرقمية.
Powered by Froala Editor